أكد سمير الخوري، محلل الأسواق المالية في شركة Taurex، أن أسعار الذهب واصلت خلال الأيام الأخيرة تحقيق مستويات قياسية لافتة، حيث سجل المعدن الأصفر يوم أمس 4059 دولارًا للأونصة، وهو أعلى مستوى له على الإطلاق، قبل أن يتراجع اليوم إلى مستوى 4000 دولار الذي يُعد من أهم مستويات الدعم النفسية في الأسواق، دون أن يتمكن من كسره نحو الأسفل.
إقرأ ايضاً:سيارتان من فورد تخطفان الأنظار في 2025.. مواصفات غير متوقعة وسعر مفاجئ يكشفه مختصتصريح غامض من تركي آل الشيخ يشعل الجدل حول مانشستر يونايتد.. صفقة ضخمة في الأفق

وأشار الخوري إلى أن التراجع الطفيف في الأسعار لا يعني بداية هبوط، بل يُعتبر تصحيحًا طبيعيًا بعد موجة الارتفاع القوية التي شهدها الذهب مؤخرًا، حيث لا يزال يتداول حاليًا قرب 4040 دولارًا للأونصة، مسجلاً ارتفاعًا يقارب 54% منذ مطلع العام الجاري وحتى الآن، ما يعكس استمرار الزخم الإيجابي للمعدن النفيس في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية الراهنة.

توترات جيوسياسية وتأثير محدود

وتحدث الخوري عن تطورات الأوضاع الجيوسياسية في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى وجود أنباء إيجابية حول احتمالية وقف إطلاق النار أو إنهاء الحرب في غزة، لكنه أوضح أن هذا الخبر رغم إيجابيته، لم يكن له تأثير سلبي واضح على أسعار الذهب، حيث بقي المستثمرون متمسكين بالمعدن الأصفر كملاذ آمن وسط حالة عدم اليقين العالمية.

العوامل الداعمة لأسعار الذهب

وأكد محلل Taurex أن هناك عدة عوامل أساسية ما زالت تدعم أسعار الذهب، أبرزها استمرار إغلاق الحكومة الأمريكية، مشيرًا إلى أن كلما طال أمد الإغلاق، زاد الدعم للمعدن النفيس نظرًا لتراجع الثقة بالسياسات المالية الأمريكية في مثل هذه الفترات. كما أشار إلى أن التوترات التجارية العالمية ما زالت قائمة، ولم تُحسم بعد، وهو ما يجعلها أحد العوامل المحركة الرئيسية لأسواق الذهب خلال المرحلة القادمة، خاصة في ظل استمرار عدم الاستقرار الاقتصادي في عدد من الاقتصادات الكبرى.

تأثير الفيدرالي الأمريكي

وأضاف الخوري أن محضر اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي صدر مؤخرًا أظهر وجود انقسام نسبي بين أعضاء اللجنة حول توجهات السياسة النقدية، إلا أنهم اتفقوا على تنفيذ خفضين في أسعار الفائدة خلال شهري أكتوبر وديسمبر، وهو ما يمنح دفعة إيجابية جديدة لأسعار الذهب في الأسواق العالمية، كون خفض الفائدة عادةً ما يدعم الأصول غير المدرة للعائد مثل الذهب.

توقعات المرحلة المقبلة

واختتم الخوري تصريحه بالتأكيد على أن الاتجاه العام للذهب لا يزال صاعدًا على المدى المتوسط، مدعومًا بعوامل اقتصادية وجيوسياسية متعددة، إلى جانب توقعات استمرار التيسير النقدي من قبل البنوك المركزية الكبرى. وأشار إلى أن المستثمرين يراقبون عن كثب أي إشارات جديدة من الفيدرالي الأمريكي أو تطورات سياسية قد تؤثر على حركة الأسعار في المرحلة القادمة.