في خطوة أثارت دهشة مجتمع التقنية، أعلنت شركة غوغل رسميًا أنها لن تطلق تحديثًا أمنيًا لإصلاح ثغرة وُصفت بأنها "الأخطر" في نظام الذكاء الاصطناعي جيميني، رغم تحذيرات الباحثين من إمكانية استغلالها في الوصول إلى بيانات حساسة تخص المستخدمين والمؤسسات.
إقرأ ايضاً:قرارات ملكية لافتة تمنح الجنسية السعودية لشخصيتين بارزتين في عالم الاستثمار والأعمالقبل القمة الآسيوية.. مفاجأة في مصير جواو كانسيلو مع الهلال بعد أسابيع الغياب!
الباحث الأمني فيكتور ماركوبولوس كشف عن تفاصيل هذه الثغرة التي تصيب عدة أنظمة ذكاء اصطناعي شهيرة، مثل جيميني و"ديب سيك" و"غروك"، بينما نجحت أنظمة أخرى مثل كلود وشات جي بي تي وكوبايلوت في صد الهجوم دون تأثر، وفقًا لتقرير موقع androidauthority الذي نقلته "العربية Business".
ما هي ثغرة "تهريب ASCII"؟
الهجوم الذي يحمل اسم ASCII Smuggling يعتمد على طريقة متقدمة في إخفاء الأوامر داخل نصوص تبدو طبيعية تمامًا. يقوم المهاجم بإدراج رموز أو تعليمات غير مرئية داخل رسالة بريد إلكتروني أو ملف نصي، وعند قيام المستخدم بطلب تلخيص الرسالة من أداة ذكاء اصطناعي مثل جيميني، تقوم الأداة – دون وعي – بتنفيذ تلك الأوامر الخفية.
هذه الأوامر قد تشمل البحث داخل البريد الوارد، أو استخراج معلومات الاتصال، أو حتى إرسال بيانات حساسة إلى طرف ثالث، مما يجعلها تهديدًا مباشرًا للخصوصية الرقمية، خصوصًا بعد دمج جيميني داخل بيئة Google Workspace التي تضم ملفات ومستندات العمل الخاصة بالمستخدمين والشركات.
رد غوغل يثير الجدل
رغم كل التحذيرات، رفضت غوغل وصف هذه المشكلة بأنها "ثغرة أمنية"، واعتبرتها نوعًا من الهندسة الاجتماعية التي تتطلب وعيًا من المستخدم لا أكثر، مؤكدة أن مسؤولية التعامل مع هذا النوع من الهجمات تقع على عاتق المستخدمين أنفسهم.
هذا التصريح أثار استياءً واسعًا في أوساط الباحثين الأمنيين، الذين اعتبروا أن تجاهل غوغل لتحديث أمني قد يفتح الباب أمام موجة جديدة من تسريبات البيانات، خصوصًا في بيئات العمل الحساسة التي تعتمد على أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل يومي.
مستقبل غامض لسلامة البيانات
ويرى خبراء الأمن أن هذه الخطوة قد تؤثر سلبًا على الثقة في أنظمة الذكاء الاصطناعي المدعومة من غوغل، خاصة مع تسارع استخدامها في المهام الإدارية والمراسلات الرسمية.
في النهاية، تبقى الأسئلة مفتوحة: هل أخطأت غوغل في التقليل من خطورة "تهريب ASCII"؟ وهل سيبقى المستخدمون الحلقة الأضعف في معركة الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني؟